كان ابنها خالد البالغ من العمر تسع سنوات ... يقف خلف أبيه ينتظر السماح له بالاقتراب من أمه واحتضانها ... وما إن اقترب خالد وهو يقول ... أمي اشتقت إليكِ ... حتى ... أخذت تصرخ
ــ مستحيل ..لا يمكن ذلك ... أنا متزوجة ولدي ابن ؟؟؟؟؟ صدقوني أنا لست وفاء ... أنا لست وفاء….
أخذ فهد ابنه خالد وخرج من الغرفة مسرعا حتى لا يدع ابنه يرى حال أمه وهي تصرخ .. دون وعي ...
بينما الدكتور أحمد مسك بكتفي وفاء مهدئا لها .. قائلا ...
ــ اهدئي ..اهدئي يا وفاء .. لا داعي لكل هذا الصراخ ... وطلب من الممرضة سارة أن تجهز حقنة المهدئ ...
فمسكت الممرضة سارة ذراع وفاء ليستطيع الدكتور أحمد حقنها ......
وبعد لحظات... هدأت وفاء ... ولكن دموعها لم تهدأ فنزلت معبرة عن رفضها لما يحصل ... وهي تردد بصوت ينخفض شيئا فشيئا ....
ــ مستحيل .... مستحيــ ... مستح.... مسـ .. حتى أغمضت عينيها ....
ذهب الدكتور أحمد لزوجها فهد ... وأخذ يشرح له .... ما يجب أن يفعله كي تعيد زوجته ذاكرتها .... وبعد عدة أيام ... وبعد إقناع وفاء بأنها متزوجة ولديها ابن ... استسلمت للأمر الواقع... وتقبلت فكرة أن ما يحدث لها بسبب فقدان الذاكرة ...
وامتثلت للشفاء من الجروح والكسور... فكتب لها الدكتور بالخروج ... وجلست على كرسي العجلات متجهين بها إلى باب المستشفى .... وساعدها زوجها... للجلوس بالقرب منه في السيارة ...
وفي الطريق استطاعت وفاء التعرف على الكثير من الطرقات والأماكن ... فشعرت بالقليل من الراحة ......
وتوقفت السيارة أمام باب المنزل الكائن في منطقة المنصورية ... أخذت تنظر إلى المنزل باستغراب .. وتحاول جاهدة البحث عما يجعلها تتذكر أنها كانت تعيش هنا في يوم من الأيام .... ولكن لا جدوى ... فصوت أعماقها يهمس في إذنها مؤكدا ... أنها لم تكن موجودة في هذا المكان من قبل … وهي في الحقيقة ليست وفاء .. ولكن ... كيف تستطيع إقناعهم بذلك … كان لابد لها أن تستسلم لما تعاني منه من فقدان ذاكرة مؤقت … ..وعليها أن تبذل جهدا كبيرا لتخرج من سجن الذاكرة وتعود لحياتها الطبيعية ...
دخلت المنزل ... أخذت تتأمل كل ما فيه .. علها تتعرف على شيء ... ولكن باءت محاولتها بالفشل ... لا تزال لا تتذكر شيئا مما حولها .... طلب منها فهد بكل لطف الجلوس ... وجاءها بمجموعة من الصور التذكارية ... وأخذ يشير لها عمن في الصور ...
ــ هذه أنتِ وابنكِ خالد عندما كنا نحتفل بالسنة الثانية من عمره ...
ــ وهذه أنتِ وأنا في بداية زواجنا ... كنت تعشقين الذهاب إلى منتجع شيك ... حيث المكان الهادئ الذي يطل على البحر ...
أخذت تنظر إلى الصور باستغراب وهي تقول في نفسها ...
ــ نعم هذه أنا !! ... فأنا هنا مع ولدي ... وأنا هنا مع زوجي ... إذا الصور تؤكد إنني وفاء ... ولكن قلبي يرفض كوني وفاء ... لماذا؟؟؟
وأخذ فهد يقدم لها صورة تِلوَ الأخرى يُذكّرُها بالماضي السعيد .. وفجأة مسكت وفاء صورة من تلك الصور ..ونظرت إليها بتمعن .. ورفعت رأسها لتنظر إلى زوجها فهد بنظرة دهشة ممزوجة بفرحة ...
فقد وقعت عيناها على صورة تؤكد أنها ليست وفاء.................... يتبع
عزيزي القارئ ... ما الذي رأته وفاء في الصورة .. ويؤكد أنها ليست وفاء ؟؟؟.
إن كنت ترغب ... تفضل وفكر معي ... قد يكون تخمينك صحيح
